الأحد، ٤ يوليو ٢٠١٠

أحمد بن إنِّيهْ البنعمري الحسني

أحمد بن إنِّيهْ

( 1314 - 1399 هـ)

( 1896 - 1978 م)

سيرة الشاعر:


أحمدُّ بن محمذنْ بن أحمد إنيه ولد محمذن الحسني.

ولد في بلدة انْدومْرِي (مقاطعة بُوتيِلمِيت - موريتانيا)، وفيها توفي.


عاش في موريتانيا والسنغال.


حفظ القرآن الكريم على يد والدته، إلى جانب بعض المتون الشرعية واللغوية على يد والده، ثم التحق بمحضرة حبيب الله بن أحمدو مدة، ثم بمحضرة أحمد محمود المباركي التي استكمل فيها حفظ المتون، ثم عاد إلى مضارب قبيلته، وهناك تلقى المسائل الشرعية إلى جانب المنطق وعلم البيان على يد محمد حامد بن آلا، وأخذ الفقه واللغة على القاضي محمد محمود بن النهاه، وعلى الفقيه أواه بن أبات التاكاطي أكمل الفقه المالكي.
عمل في بداية حياته في التنمية الحيوانية، وبعد انتهاء تحصيله العلمي عمل معلمًا محضريًا في محضرة أسسها في مسقط رأسه، فاجتمع له العديد من الطلاب، غير أن ظروف الحرب الثانية أجبرته على تركها خاصة بعد انقطاع الطلاب عنها، فسافر إلى السنغال (1924).
نُصّب إبان إقامته في مدينة دار جلف شمالي شرق السنغال قاضيًا كما عمل على نشر الثقافة العربية والإسلامية في السنغال، إلى جانب قيامه بالتدريس حتى وفاته.
أسهم بفاعلية في المقاومة الثقافية للمستعمر الفرنسي في موريتانيا والسنغال، وكان يطالب بمقاطعة المدارس الفرنسية النظامية، ويأمر تلاميذه بعدم الانضمام إليها.


الإنتاج الشعري:


 له ديوان - جمع وتحقيق الباحث محمد أحمد بن محمد (مبارك) - المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية - نواكشوط 2001 (مرقون)، وله عدد من القصائد المخطوطة في حوزة نجله بنواكشوط.


الأعمال الأخرى:

له عدد من الأجوبة والفتاوى الفقهية.

يدور شعره حول المدح الذي اختص به أولي الفضل من شيوخه وتلاميذه، كما كتب في المساجلات الشعرية الإخوانية. يميل إلى الوعظ، وإسداء النصيحة، وله شعر في الغزل العفيف، وكتب في التوسل، وفي الفخر. تتسم لغته بالطواعية، مع غلبة النزعة التقريرية، وخياله تقليدي قريب المنال، التزم الأوزان الخليلية المتوارثة إطارًا في بناء قصائده، ومقطوعاته الشعرية، مع ميله إلى استثمار الجناس والمطابقة والمقابلات اللغوية.


عناوين القصائد:

وليس اجتماع فيه إلا لفرقة


• أحب الذي أحببت غير محرم


• يا مغيث



وليس اجتماع فيه إلا لفرقة

لَعَمْرُكَ إنّ الدهر جمّ النوائبِ             وما هو إلا بين آتٍ وذاهبِ

فآتيه غيبٌ لا يُقاس بما مضى           وماضيه للإنسان ليس بآيب

وليس اجتماعٌ فيه إلا لفُرقةٍ               فأُسِّسَ بالأكدار من كلّ جانب
ولذّاته حُفّت بكل مصيبةٍ                  وإن فراق الحِبِّ أدهى المصائب
تَزوَّدْ بتقوى الله في كلّ مذهبٍ            فإن التّقى زادٌ بكل المذاهب
وكن حافظًا عهدَ الخليل بغيبه             فعَزَّ خليلٌ لم يخن عهد غائب
ولا تُفشِ منه السرَّ واستُرْ عيوبه        فشأنُ ذوي الألباب ستْر المعايب
ولا تُصْغِ أذنًا للحسود وقوله             وإن قال فاعلمْ أنه جدّ كاذب
فإن الصديق الصادق الودّ من ترى      لديه مساوي الحِبّ عين المناقب
فلا زلتَ مكلوءًا بعين عنايةٍ              من الحافظ الواقي الجزيل المواهب
بجاه شفيع الناس صفوة هاشمٍ           وصفوة صافٍ من لؤيّ بن غالب


أحب الذي أحببت غير محرم

سقاك إلهُ العرشِ سلوانةَ السلوى           وأسلاكَ عن «سلماك» بالمنّ والسلوى
وآواك في الدنيا إلى غير مَحْرمٍ             وآواك في الأخرى إلى جنة المأوى
فمأتاك أيّاً كان عندي هو المنى             إذا كان يُرضي عالمَ السرِّ والنجوى
أحبّ الذي أحببتَ غيرَ محرَّمٍ                وأُبغض ما أبغضتَ بغْضك أو أقوى
فحاشا ويأبى الله تقليدَك الهوى              وطوعَك للنفس اللّجوج بما تهوى
فلا تَسْهُ عَمّا قد علمت جميعه                ولا تفعلِ المنهيَّ عمدًا ولا سهوا
ولا ترضَ يا سهوانُ وِرْدك مشربًا        سوى مشربٍ سهوٍ وعِظْ نفسَك السهوى
وشمِّرْ وضمِّرْ طرف عزمك للتقى         فنَيْلُ جميع الخير بالعزم والتقوى
فما حاز قَصْبَ السبق إلا مشمِّرٌ             قدَ اعرضَ عن سلمى وأعرض عن أروى
وألقى حظوظ النفس ظهريّةً فلا             تَرى لعبًا كلا لديه ولا لغوا
تراه مُذيلاً نفسَه في رضا العليْ            ويحسبه حلوًا وإن لم يكن حُلْوا
فلا تأْلُ في طيِّ المسافة دونه               ففي مثله قصوى المساوف قد تُطوى

يا مغيث

يا حيُّ يا قيّوم يا مغيثُ                   إني برحمتك أستغيثُ
فاغفرْ إلهي ما علمت فيّا                 ولا تَكِلْني طَرْفةً إليّا
واغفرْ لوالديَّ ثم إخوتي                  وكلِّ مذنبٍ من أهل ملّتي
وعافِني من كلِّ داءٍ دنيويْ               وعافني من كلِّ داءٍ أُخروي
وعافِني بحق الاسم الأعظمِ              من سمّ الارقش الذي في الأَعْظُم
واللحمِ مني والعروق والعَصَبْ         فرِّجْ كروبي واشفِني من الوَصَبْ
أللهُ يا أللهُ إنّي مَسّني                      ضرٌّ وقد دعوت باسمك السَّني
يا من أزاح الضرَّ عن أيّوبا             وردّ الابصارَ على يعقوبا
ومن كفى محمّدًا كيودا                   لاحزابِ والخليلَ من نمرودا
ومن كفى كليمَه فرعونا                 وكيده وقد حباه العونا
ومن نجا بفضله ذو النونِ               والأمرُ بين كافه والنونِ
إني دعوت فاستجبْ دعائي            واكشفْ جميع الضرِّ والبلاء
وهبْ ليَ العلمَ والاتِّباعا                وأبعدِ الجهلَ والابتداعا
وهبْ ليَ الغنى عن الخلائقِ           والحفظَ من إتيان غير لائق
وعصمةٍ من معضلات الداءِ           ربِّ ومن شماتة الأعداءِ
بجاه خير المرسلين مَن هدى          به الإلهُ للهدى من اهتدى
صلّى عليه بارئُ الأنامِ                 والآلِ والأتباع بالتمامِ

مصادر الدراسة:
1 - أحمد بن عبدالله العتيق: الظاهرة البديعية في شعر الشيخ ابن عبدالله - المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية - نواكشوط 2000.
2 - محفوظ ولد أحمد: تحقيق ديوان أحمد ولد محمذن - معهد ابن عباس - 1998 - 1999 (مرقون).
3 - محمد عبدالله بن محمد محمود: جمع وتحقيق ديوان الشيخ محمد عبدالله ابن أحمذي - المدرسة العليا للأساتذة والمفتشين - نواكشوط 1985.
4 - محمد المختار بن عبدالصمد، ومحمد محمود ولد الأفضل: ترجمة وتحقيق نصوص في مدحه - المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية - نواكشوط 2000.